الأربعاء، 14 أكتوبر 2020

الانضباط و المخالفات المرورية

 

مما لا شك فيه أن الانضباط السلوكي و الالتزام بالأنظمة من أهم ما تسعى كافة المنظمات و الجهات لترسيخه لدى منسوبيها، سواءً كانوا طلابًا أو أعضاء هيئة تدريس في المدارس و الجامعات أو موظفين في كافة القطاعات الحكومية و الخاصة.

أثناء بحثي حول إحصائيات المخالفات المرورية، اطّلعتُ على آخر إحصائیة منشورة للإدارة العامة للمرور في إحدى الصحف والتي كشفت عن تسجیل 38 ملیون و805 آلاف و310 مخالفة مروریة، في مختلف مناطق المملكة خلال العام 1439، كانت فيها مخالفات السرعة هي الأعلى من إجمالي المخالفات بنسبة 56.4% فيما تأتي مخالفات الوقوف الخاطئ في المركز الثاني بنسبة 18% وجاءت المخالفات الأخرى في المرتبة الثالثة بنسبة 12.1% .

كما اطّلعتُ على إحصائيات الحوادث المرورية التي تناقص عددها بفضل الله تعالى ثم بفضل الجهود المبذولة ضمن مبادرات برنامج التحول الوطني حيث كانت 440 ألف حادث عام 2017 ، و 304 آلاف حادث عام 2018 و 288 ألف حادث عام 2019 حتى وصلت إلى 160 ألف و 500 حادث خلال التسعة أشهر الأولى من عام 2020 .

وهنا تساءلت... ماذا لو تم ربط عدد المخالفات المرورية للشخص بسجله الأكاديمي و الوظيفي بحيث يدخل هذا العدد في معايير مفاضلات قبول الطلاب في الجامعات و مفاضلات التوظيف و الترقيات و الترشيحات للمناصب في القطاعين الحكومي و الخاص؟

في تصوري القاصر أن تطبيق ذلك سوف يجبر الجميع على الالتزام بأنظمة المرور حتى تصبح عادة و سمة شخصية وثقافة مجتمع، وبالتالي تنعكس على شخصية الفرد بالتزام كافة الأنظمة و تعزيز قيمة الانضباط. فلا يوجد طالب سيضحي بقبوله في الجامعة و حصوله على وظيفة بعد التخرج مقابل إشباع الرغبة في استعراض قدراته على السرعة و التجاوز و قطع الإشارات على الطريق. ولا يوجد موظف سيضحي بمستقبله المهني لأجل ذلك.

أعلم بأن هذا المقترح سيلاقي الكثير من الاعتراضات والنقد ولكني أدعو القارئ الكريم للتفكر والتمعّن قبل التسرّع في الرد، فالدول التي تقدّمت بشكل سريع ومتطوّر لم تصل إلى ذلك إلا بقوّة النظام والقانون وفرض الغرامات وسنّ العقوبات – أو العقوبات البديلة – حتى أصبحت مثالًا يحتذى به على كافّة الأصعدة.

 

إيمان باكثير

البريد الإلكتروني: ibakathir@gmail.com

 


الخميس، 7 مايو 2020

العمل عن بعد وخياراتنا من التطبيقات



كان تعليق الحضور الشخصي لمقار العمل و تحول غالبية الجهات للعمل عن بعد -ضمن الإجراءات الاحترازية للحد من جائحة كورونا- سببا في مضاعفة استخدام تطبيقات ومنصات التواصل الإلكتروني، و أشهرها طبعًا هو تطبيق الواتساب، الذي أؤمن تماما بأنه غير مناسب للاستخدام في العمل، و تذكرت مقال سابق نشرته في مدونتي بعنوان الواتساب أم التيليجرام؟ بتاريخ 28 سبتمبر 2018





ونظرا لكون الأغلب يستخدمون تطبيق الواتساب وعلى قناعة بمميزاته التي لا أنكرها؛ فلا داعي لذكر تلك المميزات و إنما سأكتفي بذكر السلبيات التي تبرر قناعتي بعدم صلاحية استخدامه و بخاصة في مجموعات و رسائل العمل:

1. غير آمن وخاصة في الأعمال ذات الخصوصية والتي يتم فيها تبادل ملفات وتعاميم ولوائح وتقارير قد نرغب في حفظها بشكل سري؛ فلا يخفى على أحد أن التطبيق تمتلكه شركة فيس بوك و تحتفظ بكل ما يتم إرساله.
2. لا يتمكن من حذف الرسالة غير المرغوبة أو الخاطئة سوى الشخص الذي أرسلها وخلال مدة زمنية محدودة.
3. بمجرد الخروج من المجموعة بالخطأ أو بسبب فقدان الجهاز فإن الشخص يفقد الرسائل القديمة ولن يستقبل إلا الرسائل الحديثة.
4. لن يتمكن أي عضو جديد يضاف للمجموعة من مشاهدة ما كتب فيها قبل إضافته و بالتالي يلزم مدير المجموعة أن يقوم بإعادة إرسال الرسائل المهمة مرة أخرى للمجموعة ليتمكن الأعضاء المضافين مؤخرا من مشاهدتها، أو يرسلها لهم بشكل خاص.
5. يتم تحميل الصور والمقاطع و الملفات في جهازك وبالتالي تستهلك من ذاكرة الجهاز.
6. لا يمكن تثبيت رسالة أو إعلان هام في أعلى المجموعة.
7. لا يمكن عمل الاستبانات و استطلاعات الرأي في حال الرغبة في التصويت حول أي موضوع.

هذه هي المبررات تجعلني أومن بأن الواتساب ليس التطبيق الأمثل للعمل
فما هي مميزات المجموعات في التيليجرام ؟



1. يتمكن مدير (أو مدراء) المجموعة من حذف أي رسالة غير مرغوبة أو أرسلها أحد الأعضاء بالخطأ، أو تخالف التعليمات التي تم الاتفاق عليها، أو أنها أصبحت نقاشات قديمة لا داعي لوجودها.
2. عند إضافة أي عضو جديد للمجموعة سيتمكن من مشاهدة جميع الرسائل السابقة ولاحاجة لإعادة إرسالها له  (لابد أن يكون نوع المجموعة: خارقة (Super Group)، ويسهل على منشئ المجموعة عمل ذلك من إعدادات المجموعة)
3. يتم تحميل الصور و المقاطع والمفات المرسلة -بعد تشفيرها- في سحابة التطبيق وكما أن الملفات التي تحفظ في ذاكرة الجهاز يتم ضغط حجمها و بالتالي فهو آمن ولن يستهلك من ذاكرة جهازك.
4. بإمكان مدير (أو مدراء) المجموعة تثبيت رسالة أو إعلان هام في أعلى المجموعة.
5. يمكن لأي عضو عمل استبانات واستطلاعات للرأي في المجموعة لأخذ رأي أغلبية الأعضاء حول موضوع معين.
6. إمكانية عمل قناة لأهم التعاميم والمنشورات بحيث لا يتمكن من الكتابة فيها إلا المدراء فقط.
7. يمكن تشغيل التطبيق من اللابتوب والآيباد وأي جهاز آخر في نفس الوقت بنفس الحساب دون الحاجة لفتح التطبيق من الجوال كل مرة (مما يمنحك القدرة للوصول لمجموعاتك وجهات اتصالك في أي وقت وفي حالة تعطل جهاز الجوال أو انتهاء بطاريته مثلا).
8. بإمكانك إنشاء اسم مستخدم (مثل تويتر) وبالتالي يمكن للآخرين التواصل معك من خلاله دون الحاجة لإعطاءهم رقم جوالك.
9. حماية حسابك برقم سري والمحافظة على بياناتك.
10. يمكنك استخدام التطبيق للتخزين السحابي لرسائلك وبياناتك المهمة وتبادلها بين أجهزتك المختلفة.
11. إمكانية إجراء الاتصالات الصوتية و المرئية (يمكن تعطيلها من الإعدادات في حال الرغبة بذلك)

و الكثير من المميزات و آخرها إمكانية عمل اختبار إلكتروني في حال استخدمه المعلم مع طلابه

إيمان باكثير
تويتر @ibakathir
الجمعة 15 رمضان 1441هـ الموافق 8 مايو 2020


الاثنين، 4 مايو 2020

البيت الكبير ... من تأملات الحجر المنزلي



كنت (ولازلت) من المتفائلين بعام 2020م و أرجو الله أن يكون الخير و النمو و الرخاء من نصيبنا هذا العام وكل عام بحول الله وقوته.

بعد انقضاء الشهر الأول من هذا العام بدأ العالم يقلق حيال الفايروس الجديد الذي انتشر في مدينة ووهان الصينية نهاية العام الماضي، ثم تتابعت الأحداث والقرارات والإجراءات الاحترازية في جميع أنحاء العالم بشكل متسارع قبل وبعد تصنيف الفايروس كجائحة عالمية. وتماشيا مع الإجراءات التي اتخذتها حكومتنا الرشيدة جراء هذه الظروف الاستثنائية، التزم الناس بيوتهم، حيث ضربت تلك الإجراءات أروع الأمثلة في الحفاظ على حياة و صحة المواطن والمقيم وحتى المخالف. وهذا ما عهدناه من قيادتنا التي تفضّل الله بها علينا في هذه البلاد الكريمة ولله الحمد.

وفي هذه الفترة التي وجد الجميع أنفسهم مُجبرين على لزوم البيوت، تحدّث الناس في مواقع التواصل الاجتماعي عن أخطاء التصاميم الهندسية وافتقار البيوت للمساحات المفتوحة، و طرق الاستغلال الأمثل للمساحات المتوفرة وعدم وجود بلكونات بالإضافة لصغر حجم النوافذ، كما أن المحظوظ هو من يعيش في بيت فيه سطح أو فناء كبير، والأكثر حظا هو من لديه مسبح في بيته.

ولكن غاب عن الساحة موضوع الشعور بالوحدة لدى كبار السن - وهو لبُّ الحديث هُنا- الذين يفتقدون أبناءهم وأحفادهم حين أصبح عدم السلام عليهم أو زيارتهم أهم علامات البرّ بهم!!

قبل عقود -ليست بعيدة-، كان بيت العائلة الكبير من أبرز ما يميز المجتمعات الخليجية، حيث يتزوج الشاب و يسكن مع والديه في نفس المنزل وتنتقل العروس من بيت أهلها الذي تربت فيه إلى بيت أهل الزوج الذي تبني فيه أول لبنات حياتها الجديدة، فلا تشعر بالوحدة ولا يخالجها الخوف عند غياب زوجها عن المنزل للعمل، كما أن حجم المعاناة في تربية أول الأبناء يصبح أقل بكثير؛  لوجود من يعينها على تجاوز الكثير من أعباء الحياة في بداياتها. و إذا اشتد عود الأحفاد و كبروا استقل الابناء في بيوتهم لتصبح بيوتا كبيرة يتزوّج عندهم أبناؤهم و يبقى كبير الإخوة في بيت الجد و الجدة أو ينتقلون معه لبيته و تستمر الحياة.

ولكن الحال الآن ليس كما كان، فالأبناء يستقلون عن بيت الوالدين من أول ليلة يتزوجون فيها، وعندما يرزقون بأبناء فإنهم يتركونهم عند الخدم ويذهبون لمزاولة أعمالهم! -ليس الآن مجال مناقشة أسباب هذا التغير الاجتماعي وتاريخه-. وعندما حلّت هذه الجائحة أصبح غالبية الأهل محجورون في بيوتهم البعيدة عن أبنائهم و أحفادهم، مع كل ما لازم هذا الحجر من تغيرات نفسية و احتياجات عاطفية.

كُل هذا يقودنا لبعض التساؤلات ..

هل سنفهم بأن جائحة كورونا تحمل الكثير من الرسائل والتعديلات؟

وما مدى تأثيرها على حياتنا في الجانب الشخصي، و على قراراتنا اليومية؟

وهل يا ترى ستعود ثقافة البيت الكبير بعد هذه الجائحة؟


إيمان باكثير
الإثنين 11 رمضان 1441هـ
4 مايو 2020م

ملف حصر الغياب للعام الدراسي 1437/ 1438هـ

بسم الله الرحمن الرحيم كل عام وأنتم بخير ، تقبل الله طاعاتكم وعام دراسي جديد حافل بالإنجازات و النجاح بإذن الله استكمالا لما بدأن...